قال تعالى "خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ" خلقا مشتملا على الحكم والمصالح بالعدل والصواب "يُكَوِّرُ" يلف ويغيّب ويغشي "اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ" إذا طرأ عليه، إذ يضمحل فيه ولا يبقى له أثر "وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ" إذا حدث عليه فيفعل فيه ما فعل فيه التكوير هو اللف واللّي يقال كار العمامة وكوّرها على رأسه إذا لفها ولواها شبه سبحانه تغيب أحدهما بالآخر بشيء ظاهر غشيه ما غيبه عن الرؤية بحيث يلبسه مكانه لاشتماله عليه، ومن قال إن المعنى يحمل أحدهما على الآخر فتحصل الزيادة والنقصان فيهما فقول لا يتجه هنا بل يكون في تفسير قوله تعالى (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ) الآية ١٣ من سورة فاطر المارة في ج ١، ونظيرها في الآية ٢٧ من آل عمران والآية ٦ من سورة الحديد في ج ٣، ولا يخفى أن الإيلاج غير التكوير


الصفحة التالية
Icon