فعلى العاقل البصير المتفكر أن لا يصغي لوساوس الشيطان من تخويفه بضيق العيش قال تعالى (وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً) الآية ١٠٠ من سورة النساء في ج ٣، ولهذا البحث صلة واسعة في تفسيرها وفي الآية ٥٥ من سورة العنكبوت الآتية إن شاء اللّه القائل
"قُلْ" يا سيد الرسل "إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ ١١" وحده لا لغيره ولا تكرار في هذه الآية لأن الأولى خطاب من اللّه إلى رسوله، وهذه أمر من اللّه إليه بأن يفهم قومه غاية عبادته وأن يقول لهم أمرت بالإخلاص لعبادته فأخلصوا أنتم العبادة إليه "وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ١٢" من هذه الأمة كما كان جدي إبراهيم عليه السلام راجع الآية ١٦٣ من سورة الأنعام المارة والآية الأخيرة من سورة الحج في ج ٣، فاتبعوني وأسلموا للّه تفوزوا بخيري الدنيا والآخرة، "قُلْ" يا سيد الرسل "إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي" في هذه الدنيا بعدم تبليغكم ما أمرني به "عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ١٣" وهو يوم القيامة الذي لا أعظم منه هولا،


الصفحة التالية
Icon