ثم قال :﴿تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار﴾ وذلك معلوم، ثم ختم الكلام فقال :﴿وَعْدَ الله لاَ يُخْلِفُ الله الميعاد﴾ فقوله :﴿وَعَدَ الله﴾ مصدر مؤكد لأن قوله ﴿لَهُمْ غُرَفٌ﴾ في معنى وعدهم الله ذلك وفي الآية دقيقة شريفة، وهي أنه تعالى في كثير من آيات الوعد صرح بأن هذا وعد الله وأنه لا يخلف وعده ولم يذكر في آيات الوعيد ألبتة مثل هذا التأكيد والتقوية، وذلك يدل على أن جانب الوعد أرجح من جانب الوعيد بخلاف ما يقوله المعتزلة، فإن قالوا أليس أنه قال في جانب الوعيد
﴿مَا يُبَدَّلُ القول لَدَىَّ وَمَا أَنَاْ بظلام لّلْعَبِيدِ﴾ [ ق : ٢٩ ] قلنا قوله ما يبدل القول لدي ليس تصريحاً بجانب الوعيد بل هو كلام عام يتناول القسمين أعني الوعد والوعيد، فثبت أن الترجيح الذي ذكرناه حق، والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٦ صـ ٢٢٥ ـ ٢٢٩﴾


الصفحة التالية
Icon