وقرأ الجمهور :" ليُضل " بضم الياء، وقرأها الباقون : أبو عمرو وعيسى وابن كثير وشبل ( بفتحها ) ثم أمر تعالى نبيه أن يقول لهم على جهة التهديد قولاً يخاطب به واحداً منهم :﴿ تمتع بكفرك ﴾ أي تلذذ به واصنع ما شئت، والقليل : هو عمر هذا المخطاب، ثم أخبره أنه ﴿ من أصحاب النار ﴾، أي من سكانها والمخلدين فيها.
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ
وقرأ ابن كثير ونافع وحمزة :" أمَن " بتخفيف الميم، وهي قراءة أهل مكة والأعمش وعيسى وشيبة بن نصاح، ورويت عن الحسن، وضعفها الأخفش وأبو حاتم. وقرأ عاصم وأبو عمرو وابن عامر والكسائي والحسن والأعرج وقتادة وأبو جعفر :" أمّن " بتشديد الميم، فأما القراءة الأولى فلها وجهان، أحدهما : وهو الأظهر أن الألف تقرير واستفهام، وكأنه يقول : أهذا القانت خير أم هذا المذكور الذي يتمتع بكفره قليلاً وهو من أصحاب النار؟ وفي الكلام حذف يدل عليه سياق الآيات مع قوله آخراً :﴿ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ﴾، ونظيره قول الشاعر [ امرىء القيس ] :[ الطويل ]
فأقسم لو شيء أتانا رسوله... سواك ولكن لم نجد لك مدفعا