ونحن عن فضلك ما استغنينا.........
ونحن إن صيح بنا أتينا وبالصياح عولوا علينا
فدعا لقائله.
وسمع قصيدة كعب بن زهير وأجازه ببردة.
واستنشد الأسود بن سريع قصائد حمد بها ربه.
واستنشد من شعر أمية بن أبي الصلت مائة قافية.
وأنشده الأعشى شيئا من شعره فسمعه.
وصدق لبيدا في قوله "ألا كل شيءما خلا الله باطل".
ودعا لحسان "أن يؤيده الله بروح القدس مادام ينافح عنه" وكان يعجبه شعره وقال له: "اهجهم وروح القدس معك".
وأنشدته عائشة قول أبي كبير الهذلي:
ومبرأ من كل غبر حيضة وفساد مرضعة وداء مغيل
وإذا نظرت إلى أسرة وجهه برقت كبرق العارض المتهلل
وقالت: "أنت أحق بهذا البيت" فسر بقولها.
وبأن ابن عمر رضي الله عنهما رخص فيه وعبد الله بن جعفر وأهل المدينة وبأن كذا وكذا وليا لله حضروه وسمعوه فمن حرمه فقد قدح في هؤلاء السادة القدوة الأعلام.
وبأن الإجماع منعقد على إباحة أصوات الطيور المطربة الشجية فلذة سماع صوت الآدمي أولى بالإباحة أو مساوية.
وبأن السماع يحدو روح السامع وقلبه إلى نحو محبوبه فإن كان محبوبه حراما كان السماع معينا له على الحرام وإن كان مباحا كان السماع في حقه مباحا وإن كانت محبته رحمانية كان السماع في حقه قربة وطاعة لأنه يحرك المحبة الرحمانية ويقويها ويهيجها.
وبأن التذاذ الأذن بالصوت الطيب كالتذاذ العين بالمنظر الحسن والشم بالروائح الطيبة والفم بالطعوم الطيبة فإن كان هذا حراما كانت جميع هذه اللذات والإدراكات محرمة.
فالجواب: أن هذه حيدة عن المقصود وروغان عن محل النزاع وتعلق بما
لا متعلق به فإن جهة كون الشىء مستلذا للحاسة ملائما لها لا يدل على إباحته ولا تحريمه ولا كراهته ولا استحبابه فإن هذه اللذة تكون فيما فيه الأحكام الخمسة: تكون في الحرام والواجب والمكروه والمستحب والمباح فكيف يستدل بها على الإباحة من يعرف شروط الدليل ومواقع الاستدلال؟.


الصفحة التالية
Icon