ولما كان تعالى يزيد العمل الصالح ويربيه، زاد الجار في الجزاء إعلاماً بأنه يجعل الأعمال الصالحة كلها مثل أعلاها فقال :﴿بأحسن﴾ ولما كان مقصود هذه السورة أخص من مقصود سورة النحل، وكانت " الذي " و " من " أقل إبهاماً من " ما " قال :﴿الذي﴾ أي العمل الذي، وهو كالأول من إضافة الشيء إلى ما هو بعضه كخاتم فضة، وأشار إلى مداومتهم على الخير بالتعبير بالكون والمضارع فقال :﴿كانوا يعملون﴾ مجددين له وقتاً بعد وقت لأنه في طبائعهم فهم عريقون في تعاطيه، فمن كان في هذه الدار محسناً في وقت ما يعبد الله كأنه يراه فهو في الآخرة كل حين يراه، قال القشيري، ثم يجب أن يكون على أحسن الأعمال أحسن الثواب، وأحسن الثواب الرؤية، فيجب أن يكون على الدوام.
وهذا استدلال قوي. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٦ صـ ٤٤٥ ـ ٤٤٨﴾