﴿ وَمَن يَهْدِ الله فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ الله بِعَزِيزٍ ذِي انتقام ﴾ أي ممن عاداه أو عادى رسله.
قوله تعالى :﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ ﴾ أي ولئن سألتهم يا محمد ﴿ مَّنْ خَلَقَ السماوات والأرض لَيَقُولُنَّ الله ﴾ بين أنهم مع عبادتهم الأوثان مُقِرُّون بأن الخالق هو الله، وإذا كان الله هو الخالق فكيف يخوفونك بآلتهم التي هي مخلوقة لله تعالى، وأنت رسول الله الذي خلقها وخلق السموات والأرض.
﴿ قُلْ أَفَرَأَيْتُم ﴾ أي قل لهم يا محمد بعد اعترافهم بهذا ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ ﴾ ﴿ إِنْ أَرَادَنِيَ الله بِضُرٍّ ﴾ بشدة وبلاء ﴿ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ ﴾ يعني هذه الأصنام ﴿ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ ﴾ نعمة ورخاء ﴿ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ﴾ قال مقاتل : فسألهم النبيّ ﷺ فسكتوا.
وقال غيره : قالوا لا تدفع شيئاً قدّره الله ولكنها تشفع.
فنزلت :﴿ قُلْ حَسْبِيَ الله ﴾ وترك الجواب لدلالة الكلام عليه ؛ يعني فسيقولون لا ( أي لا تكشف ولا تمسك ) ف"قُلْ" أنت "حَسْبِيَ اللَّهُ" أي عليه توكلت أي اعتمدت و ﴿ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ المتوكلون ﴾ يعتمد المعتمدون.
وقد تقدّم الكلام في التوكل.
وقرأ نافع وابن كثير والكوفيون ما عدا عاصماً "كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ" بغير تنوين.
وقرأ أبو عمرو وشيبة وهي المعروفة من قراءة الحسن وعاصم "هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتٌ ضُرَّهُ".
"مُمْسِكَاتٌ رَحْمَتَهُ" بالتنوين على الأصل وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم ؛ لأنه اسم فاعل في معنى الاستقبال، وإذا كان كذلك كان التنوين أجود.
قال الشاعر :
الضاربون عُمَيْراً عن بيوتهم...
بالليل يوم عُمَير ظالمٌ عادي
ولو كان ماضياً لم يجز فيه التنوين، وحذف التنوين على التحقيق، فإذا حذفت التنوين لم يبق بين الاسمين حاجز فخفضت الثاني بالإضافة.


الصفحة التالية
Icon