وجوز أن يكون المعنى لا يملك التصرف في خزائن السماوات والأرض أي ما أودع فيها واستعدت له من المنافع غيره تعالى، ولا يخفى أن هذه الجملة إن كانت في موضع التعليل لقوله سبحانه :﴿ وَهُوَ على كُلّ شَىْء وَكِيلٌ ﴾ [ الزمر : ٦٢ ] على المعنى الأول فالأظهر الاقتصار في معناها على أنه لا يملك أمر السماوات والأرض أي العالم بأسره غيره تعالى فكأنه قيل : تعالى يتولى التصرف في كل شيء لأنه لا يملك أمره سواه عز وجل، وإن كانت تعليلاً له على المعنى الثاني فالأظهر الاقتصار في معناها على أنه لا قدرة عليها لأحد غيره جل شأنه فكأنه قيل : هو تعالى يتولى حفظه كل شيء لأنه لا قدرة لأحد عليه غيره تعالى، وجوز أن تكون عطف بيان للجملة قبلها وأن تكون صفة ﴿ وَكِيلٌ ﴾ وأن تكون خبراً بعد خبر فأمعن النظر في ذلك وتدبر.
وأخرج أبو يعلى.
ويوسف القاضي في "سننه".
وأبو الحسن القطان في المطولات.
وابن السني في عمل اليوم والليلة.
وابن المنذر.
وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه قال :"سألت رسول الله ﷺ عن قول الله تعالى : له مقاليد السموات والأرض فقال : لا إله إلا الله والله أكبر سبحان الله والحمد لله استغفر الله الذي لا إله إلا هو الأول والآخر والظاهر والباطين يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" الحديث.
وفي رواية ابن مردويه عن ابن عباس أن عثمان جاء إلى النبي ﷺ فقال له : اخبرني عن مقاليد السماوات والأرض فقال : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الأول والآخر والظاهر والباطن بيده الخير يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير يا عثمان من قالها إذا أصبح عشر مرات وإذا أمسى أعطاه الله ست خصال.
أما أولهن : فيحرس من إبليس وجنوده.
وأما الثانية : فيعطي قنطاراً من من الأجر.