النوع الثالث : قوله ﴿أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى العذاب لَوْ أَنَّ لِى كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ المحسنين﴾ وحاصل الكلام أن هذا المقصر أتى بثلاثة أشياء أولها : الحسرة على التفريط في الطاعة وثانيها : التعلل بفقد الهداية وثالثها : بتمني الرجعة، ثم أجاب الله تعالى عن كلامهم بأن قال بفقد الهداية باطل، لأن الهداية كانت حاصرة والأعذار زائلة، وهو المراد بقوله ﴿بلى قَدْ جَاءتْكَ ءاياتى فَكَذَّبْتَ بِهَا واستكبرت وَكُنتَ مِنَ الكافرين﴾ وههنا مسائل :
المسألة الأولى :
قال الزجاج بلى جواب النفي وليس في الكلام لفظ النفي إلا أنه حصل فيه معنى النفي، لأن معنى قوله ﴿لَوْ أَنَّ الله هَدَانِى﴾ أنه ما هداني، فلا جرم حسن ذكر لفظة ﴿بلى﴾ بعده.
المسألة الثانية :
قال الواحدي رحمه الله : القراءة المشهورة واقعة على التذكير في قوله ﴿بلى قَدْ جَاءتْكَ ءاياتى فَكَذَّبْتَ بِهَا واستكبرت وَكُنتَ مِنَ الكافرين﴾ لأن النفس تقع على الذكر والأنثى فخوطب بالذكر، وروى الربيع بن أنس عن أم سلمة أن النبي ﷺ كان يقرأ على التأنيث، قال أبو عبيد لو صح هذا عن النبي ﷺ لكان حجة لا يجوز لأحد تركها ولكنه ليس بمسند، لأن الربيع لم يدرك أم سلمة، وأما وجه التأنيث فهو أنه ذكر النفس ولفظ النفس ورد في القرآن في أكثر الأمر على التأنيث بقوله ﴿سَوَّلَتْ لِى نَفْسِى﴾ [ طه : ٩٦ ] و ﴿إِنَّ النفس لأَمَّارَةٌ بالسوء﴾ [ يوسف : ٥٣ ] و ﴿يا أيتها النفس المطمئنة﴾ [ الفجر : ٢٧ ].
المسألة الثالثة :


الصفحة التالية
Icon