وقوله :﴿ إن الله يغفر الذنوب جميعاً ﴾ عموم بمعنى الخصوص، لأن الشرك ليس بداخل في الآية إجماعاً، وهي أيضاً في المعاصي مقيدة بالمشيئة. و﴿ جميعاً ﴾ نصب هلى الحال. وروي أن رسول الله ﷺ قرأ :" إن الله يغفر الذنوب جميعاً ولا يبالي ". وقرأ ابن مسعود :" إن الله يغفر الذنوب جميعا لمن يشاء ". ﴿ وأنيبوا ﴾ معناه : ارجعوا وميلوا بنفوسكم، والإنابة : الرجوع بالنفس إلى الشيء.
وقوله :﴿ من قبل أن يأتيكم العذاب ﴾ توعد بعذاب الدنيا والآخرة.
وقوله تعالى :﴿ واتبعوا أحسن ﴾ معناه : أن القرآن العزيز تضمن عقائد نيرة وأوامر ونواهي منجية وعدات على الطاعات والبر وحدوداً على المعاصي ووعيداً على بعضها، فالأحسن أن يسلك أن يسلك الإنسان طريق التفهم والتحصيل، وطريق الطاعة والانتهاء والعفو في الأمور ونحو ذلك، فهو أحسن من أن يسلك طريق الغفلة والمعصية فيجد أو يقع تحت الوعيد، فهذا المعنى هو المقصود ب ﴿ أحسن ﴾، وليس المعنى أن بعض القرآن أحسن من بعض من حيث هو قرآن، وإنما هو أحسن كله بالإضافة إلى أفعال الإنسان وما يلقى من عواقبها. قال السدي : الأحسن هو ما أمر الله تعالى به في كتابه. و: ﴿ بغتة ﴾ معناه : فجأة وعلى غير موعد. و: ﴿ تشعرون ﴾ مشتق من الشعار.
أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (٥٦)
﴿ أن ﴾ في هذه الآية مفعول من أجله أي أنيبوا وأسلموا من أجل أن تقول.