وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَيُنَجِّي الله الذين اتقوا ﴾
وقرىء :"ويُنْجي" أي من الشرك والمعاصي.
﴿ بِمَفَازَتِهِمْ ﴾ على التوحيد قراءة العامة لأنها مصدر.
وقرأ الكوفيون :"بمَفَازَاتهِمْ" وهو جائز كما تقول بسعاداتهم.
وعن النبي ﷺ تفسير هذه الآية من حديث أبي هريرة، قال :" يحشر الله مع كل امرىء عمله فيكون عمل المؤمن معه في أحسن صورة وأطيب ريح فكلما كان رُعْب أو خَوْف قال له لا تُرَع فما أنت بالمراد به ولا أنت بالمعنيّ به فإذا كثر ذلك عليه قال فما أحسنك فمن أنت فيقول أما تعرفني أنا عملك الصالح حملتني على ثقلي فوالله لأحملنك ولأدفعن عنك فهي التي قال الله :﴿ وَيُنَجِّي الله الذين اتقوا بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ السواء وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ " ﴿ الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ أي حافظ وقائم به.
وقد تقدّم.
قوله تعالى :﴿ لَّهُ مَقَالِيدُ السماوات والأرض ﴾ واحدها مِقليد.
وقيل : مقلاد وأكثر ما يستعمل فيه إقليد.
والمقاليد المفاتيح عن ابن عباس وغيره.
وقال السدي : خزائن السموات والأرض.
وقال غيره : خزائن السموات المطر، وخزائن الأرض النبات.
وفيه لغة أخرى أقاليد وعليها يكون واحدها إقليد.
قال الجوهري : والإقليد المفتاح، والمِقلد مفتاح كالمِنجل ربما يقلد به الكلأ كما يقلد القَتُّ إذا جعل حِبالاً ؛ أي يفتل والجمع المقاليد.
وأقلد البحرُ على خلقٍ كثير أي غرّقهم كأنه أغلق عليهم.


الصفحة التالية
Icon