وزوجته أمه امرأة - انتهى.
وفيه إن هذا الكلام في إخراج هاجر وولدها ظاهره مناقض لما تقدم في ختان إسماعيل عليه السلام، فإن فيه أنه كان ابن ثلاث عشرة سنة، وهذا ظاهره أنه كان رضيعاً، وفي الحديث الصحيح " أنه وضعه عند البيت وهو يرضع " ويمكن حمل هذا عليه بهذا الكلام الأخير.
وأما الأول فلم يقل فيه إنه كان عند الختان ببيت المقدس، فيمكن أن إبراهيم عليه السلام طوى له الله الأرض بالبراق أو غيره فذهب إلى مكة المشرفة فختنه ثم رجع.
وفيه بشارة بنبينا محمد ﷺ أصرح مما ذكروه وهي قوله : ويتبارك بك جميع قبائل الأرض، لأن ذلك لم يحصل بأحد من أولاد إبراهيم عليه السلام إلا بالنبي ﷺ، فقد أثبت البركة به ﷺ والخير في غالب قبائل الأرض، ويكون الباقي بعد نزول عيسى عليه السلام.
وكذا قوله : ويده في جميع الناس - إلى آخره، لأن إسماعيل عليه السلام لم ينقل أحد أن يده كانت على جميع الناس، ولا حل على جميع حدود إخوته، ولا اتصف من أولاده أحد بهذا الوصف إلا النبي ﷺ ؛ ثم رأيت في شرح المقاصد للشيخ سعد الدين التفتازاني وشرح الصحائف للإمام السمرقندي التنبيه على هذا النص. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ١ صـ ٢٤٥ ـ ٢٥٠﴾