وفي الإتيان بعطف البيان من قولهم ﴿إبراهيم وإسماعيل وإسحاق﴾ ضرب من محسن الاطراد تنويهاً بأسماء هؤلاء الأسلاف كقول ربيعة بن نصر بن قعين :
إنْ يقتلوك فقد ثَللت عُروشهم... بعُتَيْبَةَ بن الحارث بن شهاب
وإنما أعيد المضاف في قوله :﴿وإلهك آبائك﴾ لأن إعادة المضاف مع المعطوف على المضاف إِليه أفصح في الكلام وليست بواجبة، وإطلاق الآباء على ما شمل إسماعيل وهو عم ليعقوب إطلاق من باب التغليب ولأن العم بمنزلة الأب.
وإنما أعيد لفظ إلها ولم يقتصر على وصف واحداً لزيادة الإيضاح لأن المقام مقام إطناب ففي الإعادة تنويه بالمعاد وتوكيد لما قبله، وهذا أسلوب من الفصاحة إذ يعاد اللفظ ليبنى عليه وصف أو متعلق ويحصل مع ذلك توكيد اللفظ السابق تبعاً، وليس المقصود من ذلك مجرد التوكيد ومنه قوله تعالى :﴿وإذا مروا باللغو مروا كراماً﴾ [الفرقان : ٧٢] وقوله :﴿إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم﴾ [الإسراء : ٧] وقوله :﴿واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين﴾ [الشعراء : ١٣٢، ١٣٣] إذ أعاد فعل أمدكم.
أهـ ﴿التحرير والتنوير حـ٢ صـ ٤٢١﴾. بتصرف يسير}