ونحن نعلم أن رسول الله ﷺ من سلالة إسماعيل ابن إبراهيم.. والرسول عليه الصلاة والسلام قال :(أنا سيد ولد آدم)أخرجه الإمام مسلم. فإذا كان آزر أبو إبراهيم كافراً وعابداً للأصنام.. فكيف تصح سلسلة النسب الشريف ؟ نقول إنه لو أن القرآن قال " وإذا قال إبراهيم لأبيه" وسكت لكان المعنى أن المخاطب هو أبو إبراهيم.. ولكن قول الله :" لأبيه آزر".. جاءت لحكمة. لأنه ساعة يذكر اسم الأب يكون ليس الأب ولكن العم.. فأنت إذا دخلت منزلا وقابلك أحد الأطفال تقول له هل أبوك موجود ولا تقول أبوك فلان لأنه معروف بحيث لن يخطئ الطفل فيه.. ولكن إذا كنت تقصد العم فإنك تسأل الطفل هل أبوك فلان موجود ؟ فأنت في هذه الحالة تقصد العم ولا تقصد الأب.. لأن العم في منزلة الأب خصوصا إذا كان الأب متوفيا.
إذن قول الحق سبحانه وتعالى :" لأبيه آزر" بذكر الاسم فمعناه لعمه آزر.. فإذا قال إنسان هل هناك دليل على ذلك ؟ نقول نعم هناك دليل من القرآن في هذه الآية الكريمة :" أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك".. والآباء جمع أب، ثم حدد الله تبارك وتعالى الآباء، إبراهيم وهو الجد يطلق عليه أب.. وإسماعيل وهو العم يطلق عليه أب واسحق وهو أبو يعقوب وجاء إسماعيل قبل اسحق.
إذن ففي هذه الآية جمع أب من ثلاثة هم إبراهيم وإسماعيل واسحق.. ويعقوب الذي حضره الموت وهو ابن اسحق، ولكن أولاد يعقوب لما خاطبوا أباهم قالوا آباءك ثم جاءوا بأسمائهم بالتحديد.. وهم إبراهيم الجد وإسماعيل العم واسحق أبو يعقوب وأطلقوا عليهم جميعا لقب الأب.. فكأن إسماعيل أطلق عليه الأب وهو العم وإبراهيم أطلق عله الأب وهو الجد واسحق أطلق عليه الأب وهو الأب..
<فإذا قال رسول الله ﷺ :" أنا أشرف الناس حسباً ولا فخر" > أخرجه الديلمى فى مسند الفردوس