وجملة :﴿ والارض جَمِيعاً قَبْضَتُهُ ﴾ في محل نصب على الحال، أي : ما عظموه حق تعظيمه، والحال أنه متصف بهذه الصفة الدالة على كمال القدرة.
قرأ الجمهور برفع :﴿ قبضته ﴾ على أنها خبر المبتدأ، وقرأ الحسن بنصبها، ووجهه ابن خالويه بأنه على الظرفية، أي : في قبضته.
وقرأ الجمهور :﴿ مطويات ﴾ بالرفع على أنها خبر المبتدأ، والجملة في محل نصب على الحال كالتي قبلها، و ﴿ بيمينه ﴾ متعلق ب ﴿ مطويات ﴾، أو حال من الضمير في ﴿ مطويات ﴾، أو خبر ثانٍ، وقرأ عيسى، والجحدري بنصب :( مطويات )، ووجه ذلك : أن ﴿ السموات ﴾ معطوفة على ﴿ الأرض ﴾، وتكون ﴿ قبضته ﴾ خبراً عن الأرض، والسموات، وتكون ﴿ مطويات ﴾ حالاً، أو تكون ﴿ مطويات ﴾ منصوبة بفعل مقدّر، و ﴿ بيمينه ﴾ الخبر، وخصّ يوم القيامة بالذكر، وإن كانت قدرته شاملة، لأن الدعاوي تنقطع فيه كما قال سبحانه :﴿ الملك يَوْمَئِذٍ للَّهِ ﴾ [ الحج : ٥٦ ]، وقال :﴿ مالك يَوْمِ الدين ﴾ [ الفاتحة : ٤ ]، ثم نزّه سبحانه نفسه، فقال :﴿ سُبْحَانَهُ وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ به من المعبودات التي يجعلونها شركاء له مع هذه القدرة العظيمة، والحكمة الباهرة.
﴿ وَنُفِخَ فِى الصور فَصَعِقَ مَن فِى السموات وَمَن فِى الأرض ﴾ هذه هي : النفخة الأولى، والصور هو : القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل، وقد تقدّم غير مرة، ومعنى صعق : زالت عقولهم، فخرّوا مغشياً عليهم.
وقيل : ماتوا.
قال الواحدي : قال المفسرون : مات من الفزع، وشدة الصوت أهل السموات، والأرض.
قرأ الجمهور :﴿ الصور ﴾ بسكون الواو، وقرأ قتادة، وزيد بن علي بفتحها جمع صورة، والاستثناء في قوله :﴿ إِلاَّ مَن شَاء الله ﴾ متصل، والمستثنى جبريل، وميكائيل، وإسرافيل.


الصفحة التالية
Icon