وقيل : إنها واو الثمانية.
وذلك من عادة قريش أنهم يعدون من الواحد فيقولون خمسة ستة سبعة وثمانية، فإذا بلغوا السبعة قالوا وثمانية.
قاله أبو بكر بن عياش.
قال الله تعالى :﴿ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ ﴾ [ الحاقة : ٧ ] وقال :﴿ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ ﴾ ثم قال في الثامن :﴿ والناهون عَنِ المنكر ﴾ [ التوبة : ١١٢ ] وقال :﴿ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ ﴾ [ الكهف : ٢٢ ] وقال :﴿ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً ﴾ [ التحريم : ٥ ] وقد مضى القول في هذا في "براءة" مستوفى وفي "الكهف" أيضاً.
قلت : وقد استدل بهذا من قال إن أبواب الجنة ثمانية ؛ وذكروا حديث عمر بن الخطاب، قال : قال رسول الله ﷺ :" ما منكم من أحد يتوضأ فَيُبْلغ أو فَيُسْبِغ الوضوء ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء " خرجه مسلم وغيره.
وقد خرج الترمذي حديث عمر هذا وقال فيه :" فتح له من أبواب الجنة ثمانية أبواب يوم القيامة " بزيادة مِن، وهو يدل على أن أبواب الجنة أكثر من ثمانية.
وقد ذكرنا ذلك في كتاب "التذكرة" وانتهى عددها إلى ثلاثة عشر باباً، وذكرنا هناك عظم أبوابها وسعتها حسب ما ورد في الحديث من ذلك، فمن أراده وقف عليه هناك.
﴿ وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا ﴾ قيل : الواو ملغاة تقديره حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها ﴿ قَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا ﴾.
﴿ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ ﴾ أي في الدنيا.
قال مجاهد : بطاعة الله.
وقيل : بالعمل الصالح.
حكاه النقاش والمعنى واحد.
وقال مقاتل : إذا قطعوا جسر جهنم حُبِسوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيُقَصّ لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبوا وطُيِّبوا قال لهم رضوان وأصحابه :﴿ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ ﴾ بمعنى التحية ﴿ طِبْتُمْ فادخلوها خَالِدِينَ ﴾.


الصفحة التالية
Icon