وهذا من شدة شفقتها على المؤمنين، وإلا فهي رضي اللّه عنها آمنة من ذلك.
وفي رواية عنها قالت : قال النبي صلّى اللّه عليه وسلم يمكث الدجال في الأرض أربعين سنة، السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كاضطرام السعفة في النار.
وجاء في صحيح مسلم : قلنا يا رسول اللّه ما لبثه في الأرض ؟
قال أربعون يوما يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر الأيام كأيامكم هذه، قلنا يا رسول اللّه فذاك الذي كسنة أتكفينا له صلاة يوم ؟ قال لا، أقدروا له قدره، قلنا يا رسول اللّه وما إسراعه في الأرض ؟ قال كالغيث استبدرته الريح.
وفي رواية أبي داود عنه : فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، فإنها جوازكم من فتنته، وفيه ثم ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، فيدركه عند باب لد فيقتله.
وفي هذا الحديث إشارة إلى بركة آيات اللّه ونفعها لكل شيء حتى للأمن من فتنة الدجال وهو كذلك، راجع الآية ٨٢ من سورة الإسراء في ج ١.
هذا وإن اليهود لم يريدوا من تعظيم الدجال ومن نسبته إليهم حين أن جادلوا حضرة الرسول إلا نفي رسالة عيسى بن مريم عليه السلام وجحود كونه المسيح المبشر به في التوراة والذي أخبر عنه الأنبياء قبل، الذي رفعه اللّه تعالى إلى سمائه، وسينزله آخر الزمان، لأنهم يقولون الذي سيخرج آخر الزمان هو الدجال لعنه اللّه وأخزاهم وأذلهم، فقد كذبوا أولا بأن المسيح بن مريم ليس هو من نسل داود المبشر به مع أنه هو، لأن أمه من نسل داود، وقد