ولذلك فلا يعد تكرارا، ومن قال باتحاد الأقوام المجادلين قال بالتكرار وهو غير وجيه، لأن التكرار قد يكون للتأكيد لما في الجدال في آيات اللّه ما يوجب غضبه جل جلاله، لذلك شدد فيه ليتباعد الناس عنه ويوقنوا بما أنزله إليهم إيقانا جازما دون تردد، ويسلموا لأوامر رسلهم، فيكون التكرار لحاجة في الأمر وهو مطلوب، قال تعالى "ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ" وهم في النار "أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ٧٣" أروني إياهم هاتوهم ليشفعوا لكم كما كنتم تزعمون في الدنيا "قالُوا ضَلُّوا عَنَّا" عابوا في وقت نحن أحوج ما يكون إليهم من غيره في زعمنا وفقدناهم في حالة كنا نظن وجودهم فيها، لأنا لأجلها عبدناهم ثم قالوا بعد أن لم يجدوهم "بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ" في الدنيا "شَيْئاً" أبدا "كَذلِكَ" مثل هذا الإضلال "يُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِينَ ٧٤" ويحيرهم في أمرهم حتى يفزعوا إلى الكذب والإنكار "ذلِكُمْ" العذاب الذي حل بكم "بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ" بالدنيا "بِغَيْرِ الْحَقِّ" بطرا وأشرا وظلما لأنفسكم "وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ٧٥" تحتالون وتتكبرون على الناس وتتوسعون في الأرض بغير الحق أيضا وقد حذف من الثاني بدلالة الأول كما مر