والفجار..
ويبدأ الشوط الثاني بلفتة إلى مصارع الغابرين قبلهم. مقدمة لعرض جانب من قصة موسى - عليه السلام - مع فرعون وهامان وقارون. تمثل موقف الطغيان من دعوة الحق. وتعرض فيها حلقة جديدة لم تعرض في قصة موسى من قبل، ولا تعرض إلا في هذه السورة. وهي حلقة ظهور رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه. يدفع عن موسى ما هموا بقتله ; ويصدع بكلمة الحق والإيمان في تلطف وحذر في أول الأمر، ثم في صراحة ووضوح في النهاية. ويعرض في جدله مع فرعون حجج الحق وبراهينه قوية ناصعة ; ويحذرهم يوم القيامة، ويمثل لهم بعض مشاهده في أسلوب مؤثر ; ويذكرهم موقفهم وموقف الأجيال قبلهم من يوسف - عليه السلام - ورسالته.. ويستطرد السياق بالقصة حتى يصل طرفها بالآخرة. فإذا هم هناك. وإذا هم يتحاجون في النار. وإذا حوار بين الضعفاء والذين استكبروا، وحوار لهم جميعاً مع خزنة جهنم يطلبون فيه الخلاص. ولات حين خلاص ! وفي ظل هذا المشهد يوجه الله رسوله ( ﷺ ) إلى الصبر والثقة بوعد الله الحق، والتوجه إلى إلى ربه بالتسبيح والحمد والاستغفار.


الصفحة التالية
Icon