وقال الآلوسى :
﴿ حم ﴾ بتفخيم الألف وتسكين الميم، وقرأ ابن عامر برواية ذكوان، وحمزة.
والكسائي.
وأبو بكر بالإمالة الصريحة، ونافع برواية ورش.
وأبو عمرو بالإمالة بين بين، وقرأ ابن أبي إسحاق.
وعيسى بفتح الميم على التحريك لالتقاء الساكنين بالفتحة للخفة كما في أين وكيف، وجوز أن يكون ذلك نصباً بإضمار اقرأ ومنع من الصرف للعلمية والتأنيث لأنه بمعنى السورة أو للعلمية وشبه العجمة لأن فاعيل ليس من أوزان أبنية العرب وإنما وجد ذلك في لغة العجم كقابيل وهابيل، ونقل هذا عن سيبويه.
وفي "الكشف" أن الأولى أن يعلل بالتعريف والتركيب.
وقرأ أبو السمال بكسر الميم على أصل التقاء الساكنين كما في جيز : والزهري برفعها والظاهر أنه إعراب فهو إما مبتدأ أو خبر مبتدأ محذوف، والكلام في المراد به كالكلام في نظائره، ويجمع على حواميم وحاميمات أما الثاني فقد أنشد فيه ابن عساكر في تاريخه :
هذا رسول الله في الخيرات...
جاء بياسين وحاميمات
وأما الأول فقد تقدم عدة أخبار فيه ولا أظن أن أحداً ينكر صحة جميعها أو يزعم أن لفظ حواميم فيها من تحريف الرواة الأعاجم ؛ وأيضاً أنشد أبو عبيدة :
حلفت بالسبع الا لى تطولت...
وبمئين بعدها قد أمئيت
وبثمان ثنيت وكررت...
وبالطواسين اللواتي تليت
وبالحواميم اللواتي سبعت...
وبالمفصل التي قد فصلت
وذهب الجواليقي.
والحريري.
وابن الجوزي إلى أنه لا يقال حواميم، وفي "الصحاح" عن الفراء أن قول العامة الحواميم ليس من كلام العرب، وحكى صاحب زاد المسير عن شيخه أبي منصور اللغوي أن من الخطأ أن تقول : قرأت الحواميم والصواب أن تقول قرأت آل حم، وفي حديث ابن مسعود إذا وقعت في آل حم فقد وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهن، وعلى هذا قول الكميت بن زيد في الهاشميات :
وجدنا لكم في آل حم آية...
تأولها منا تقي ومعرب
والطواسين والطواسيم بالميم بدل النون كذلك عندهم، وما سمعت يكفي في ردهم.