ولما كان الإنسان لا يطيب له نعيم دون أن يشاركه فيه أحبابه الذين كانوا يشاركونه في العبادة قالوا مقدمين أحق الناس بالإجلال :﴿ومن صلح من آبائهم﴾ ثم أتبعوهم ألصقهم بالبال فقالوا :﴿وأزواجهم وذرياتهم ﴾.
ولما كان فاعل هذا منا ربما نسب إلى ذل أو سفه، وربما عجز عن الغفران لشخص لكثرة المعارضين، عللوا بقولهم مؤكدين لأجل نسبة الكفار العز إلى غيره، ومن ذلك تسميتهم العزى :﴿إنك أنت﴾ أي وحدك ﴿العزيز﴾ فأنت تغفر لمن شئت غير منسوب إلى وهن ﴿الحكيم﴾ فكل فعل لك في أتم مواضعه فلذلك لا يتهيأ لأحد نقضه ولا نقصه.


الصفحة التالية
Icon