قال : قال رسول الله ـ ﷺ ـ - فذكر خطبته في الحج ثم قال :" ألا وإني فرطكم على الحوض وأكاثر بكم الأمم، ولا تسودوا وجهي، ألا وإني مستنقذ أناساً ومستنقذ مني أناس فأقول : يا رب : أصحابي أصحابي، فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " ولفظ مسلم :" أنا فرطكم على الحوض ولأنازعن أقواماً ثم لأغلبن عليهم فأقول : يا رب! أصحابي فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " ولمسلم عن عائشة ـ رضى الله عنهما ـ قالت : سمعت رسول الله ـ ﷺ ـ يقول وهو بين ظهراني أصحابه :
" إني على الحوض أنظر من يرد عليّ منكم، فوالله ليقطعن دوني رجال فلأقولن : أي رب! مني ومن أمتي، فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، ما زالوا يرجعون على أعقابهم " وللشيخين عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ أن رسول الله ـ ﷺ ـ قال :" ترد عليّ أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله، قالوا : يا نبي الله! تعرفنا؟ قال : نعم، لكم سيما ليست لغيركم تردون عليّ غرّاً محجلين من آثار الوضوء، ولتصدن عني طائفة منكم فلا يصلون، فأقول يا رب هؤلاء أصحابي، فيجيبني ملك فيقول : وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟ وفي رواية : بينما أنا قائم على الحوض إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج من بيني وبينهم رجل، فقال : هلم ؛ فقلت : إلى أين؟ فقال : إلى النار والله، فقلت : ما شأنهم، فقال : إنهم ارتدوا على أدبارهم فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم.
أي ضوالها - أي الناجي قليل، وفي رواية لمسلم في الوضوء : ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم، فيقال : إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول : سحقاً سحقاً " قال المنذري : والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جداً. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٦ صـ ٤٩٦ ـ ٥٠٢﴾


الصفحة التالية
Icon