وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
﴿ أَوَلَمْ يَسِيروُاْ فِي الأرض فَيَنظُرُواْ ﴾
ثم أحال كفار قريش وهم أصحاب الضمير في ﴿ يسيروا ﴾ على الاعتبار بالأمم القديمة التي كذبت أنبياءها فأهلكها الله تعالى.
وقوله :﴿ فينظروا ﴾ يحتمل أن يجعل في موضع نصب جواب الاستفهام، ويحتمل أن يكون مجزوماً عطفاً على ﴿ يسيروا ﴾. و: ﴿ كيف ﴾ في قوله :﴿ كيف كان عاقبة ﴾ خبر ﴿ كان ﴾ مقدم، وفي ﴿ كيف ﴾ ضمير، وهذا مع أن تكون ﴿ كان ﴾ الناقصة. وأما إن جعلت تامة بمعنى حدث ووقع، ف ﴿ كيف ﴾ ظرف ملغى لا ضمير فيه.
وقرأ ابن عامر وحده :" أشد منكم " بالكاف، وكذلك هي في مصاحف الشام، وذلك على الخروج من غيبة إلى الخطاب. وقرأ الباقون :" أشد منهم " وكذلك هي في سائر المصاحف، وذلك أوفق لتناسب ذكر الغيب.
والآثار في ذلك : هي المباني والمآثر والصيت الدنياوي، وذنوبهم كانت تكذيب الأنبياء، والواقي : الساتر المانع، مأخوذ من الوقاية.
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢٢)
قوله تعالى :﴿ ذلك ﴾ إشارة إلى أخذه إياهم بذنوبهم وإن لم يكن لهم منه واق. ثم ذكر تعالى أن السبب في إهلاكهم هو ما قريش عليه من أن جاءهم رسول من الله ببينات من المعجزات والبراهين فكفروا به، وذكر أن الله تعالى أخذهم، ووصف نفسه تعالى بالقوة وشدة العقاب، وهذا كله بيان في وعيد قريش.


الصفحة التالية
Icon