﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يا أيها يا هامان ابن لِى صَرْحاً ﴾ بناء مكشوفاً عالياً من صرح الشيء إذا ظهر ﴿ لَّعَلّى أَبْلُغُ الاسباب ﴾ أي الطرق كما روي عن السدى، وقال قتادة : الأبواب وهي جمع سبب ويطلق على كل ما يتوصل به إلى شيء.
﴿ أسباب السموات ﴾ بيان لها، وفي إبهامها ثم إيضاحها تفخيم لشأنها وتشويق للسامه إلى معرفتها.
﴿ فَأَطَّلِعَ إلى إله موسى ﴾ بالنصب على جواب الترجى عند الكوفيين فإنهم يجوزون النصب بعد الفاء في جواب الترجى كالتمني ؛ ومنع ذلك البصريون وخرجوا النصب هنا على أنه في جواب الأمر وهو ﴿ ابن ﴾ كما في قوله
: يا ناق سيري عنقا فسيحا...
إلى سليمان فنستريحا
وجوز أن يكون بالعطف على خبر لعلي بتوهم أن فيه لأنه كثيراً ما جاءنا مقرورنا بها أو على ﴿ الاسباب ﴾ على حد
ولبس عباءة وتقر عيني...
وقال بعض : إن هذا الترجي تمن في الحقيقة لكن أخرجه اللعين هذا المخرج تمويهاً على سامعيه فكان النصب في جواب التمني، والظاهر أن البصريين لا يفرقون بين ترج وترج.
وقرأ الجمهور بالرفع عطفاً على ﴿ أَبْلُغُ ﴾ [ غافر : ٣٦ ] قيل : ولعله أراد أن يبني له رصداً في موضع عال يرصد منه أحوال الكواكب التي هي أسباب سماوية تدل على الحوادث الأرضية فيرى هل فيها ما يدل على إرسال الله تعالى إياه، وهذا يدل على أنه مقر بالله عز وجل وإنما طلب ما يزيل شكه في الرسالة، وكان للعين وأهل عصره اعتناء بالنجوم وأحكامها على ما قيل.