وجوز كونه عطفاً على ﴿ أَشَدَّ ﴾ بتقدير محذوف أي وأكثر آثاراً فتشمل الآثار القوية وغيرها، وهو ارتكاب خلاف المتبادر من غير حاجة يعتد بها، وقيل : المراد بهذه الآثار آثار أقدامهم في الأرض لعظم أجرامهم وليس بشيء أصلاً ﴿ فَأَخَذَهُمُ الله بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مّنَ الله مِن وَاقٍ ﴾ أي وليس لهم واق من الله تعالى يقيهم ويمنع عنهم عذابه تعالى أبداً، فكان للاستمرار والمراد استمرار النفي لا نفي الاستمرار، ومن الثانية زائدة ومن الأولى متعلقة بواق، وقدم الجار والمجرور للاهتمام والفاصلة لأن اسم الله تعالى قيل : لم يقع مقطعاً للفواصل.
وجوز أن تكون من الأولى للبدلية أي ما كان لهم بدلاً من المتصف بصفات الكمال واق وأريد بذلك شركاؤهم، وأن تكون ابتدائية تنبيهاً على أن الأخذ في غاية العنف لأنه إذا لم يبتدىء من جهته سبحانه واقية لم يكن لهم باقية.
﴿ ذلك ﴾ الأخذ ﴿ بِأَنَّهُمْ ﴾ أي بسبب أنهم ﴿ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بالبينات ﴾ بالمعجزات والأحكام الواضحة ﴿ فَكَفَرُواْ ﴾ ريثما أتتهم رسلهم بذلك ﴿ فَأَخَذَهُمُ الله إِنَّهُ قَوِىٌّ ﴾ متمكن مما يريده عز وجل غاية التمكن ﴿ شَدِيدُ العقاب ﴾ لا يعتد بعقاب عند عقابه سبحانه، وهذا بيان للإجمال في قوله تعالى :﴿ فَأَخَذَهُمُ الله بِذُنُوبِهِمْ ﴾ [ غافر : ٢١ ] إن كانت الباء هناك سببية وبيان لسبب الأخذ إن كانت للملابسة أي أخذهم ملابسين لذنوبهم غير تائبين عنها فتأمل. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon