من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾
أولم يسروا في أقطار الأرض بنفوسهم، ويطوفوا مشارقها ومغاربها ليعتبروا بها فيزهدوا فيها؟ أولم يسيروا بقلوبهم في الملكوت بجولان الفكر ليشهدوا أنوارَ التجلِّي فيستبصروا بها؟ أولم يسيروا بأسرارهم في ساحات الصمدية ليستهلكوا في سلطان الحقائق، وليتخلَّصُوا من جميع المخلوقات قاصيها ودانيها؟
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢٢)
إن بغى من أهل السلوك قاصدٌ لم يصل إلى مقصوده فَلْيَعْلَمْ أنَّ مُوجِبَ حَجْبِه اعتراضٌ خَامَرَ قلبَه على بعض شيوخه في بعض أوقاته ؛ فإنَّ الشيوخَ بمحلِّ السفراء للمريدين. وفي الخبر :" الشيخُ في قومه كالنبيِّ في أمته ". (١) أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ٣ صـ ٣٠٣ ـ ٣٠٤﴾
(١) يقول السهروردي في عوارفه :«و أخلاق المشايخ مهذبة بحسن الاقتداء برسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) وهم أحق الناس بإحياء سنته في كل ما أمر وندب وأنكر وأوجب (ص ٢٩٣) عوارف المعارف، وفي موضع آخر يقول :«فليعلم المريد أن الشيخ عنده تذكرة من اللّه ورسوله وأن الذي يعتمده مع الشيخ عوض ما لو كان في زمن رسول اللّه عليه الصلاة والسلام. ص ٢٨٥.