﴿ إني أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ ﴾ أي عبادتكم لي إلى عبادة ربه ﴿ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأرض الفساد ﴾ إن لم يبدل دينكم فإنه يظهر في الأرض الفساد.
أي يقع بين الناس بسببه الخلاف.
وقراءة المدنيين وأبي عبد الرحمن السُّلَميّ وابن عامر وأبي عمرو :"وَأَنْ يُظْهِرَ في الأَرْضِ الْفَسَادَ" وقراءة الكوفيين "أَوْ أَنْ يَظْهَر" بفتح الياء "الْفَسَادُ" بالرفع وكذلك هي في مصاحف الكوفيين :"أو" بألف وإليه يذهب أبو عبيد ؛ قال : لأن فيه زيادة حرف وفيه فصل ؛ ولأن "أو" تكون بمعنى الواو.
النحاس : وهذا عند حُذَّاق النحويين لا يجوز أن تكون بمعنى الواو ؛ لأن في ذلك بطلان المعاني، ولو جاز أن تكون بمعنى الواو لما احتيج إلى هذا هاهنا ؛ لأن معنى الواو "إِنِّي أَخَافُ" الأمرين جميعاً ومعنى "أَوْ" لأحد الأمرين أي "إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ" فإن أعوزه ذلك أظهر في الأرض الفساد.
قوله تعالى :﴿ وَقَالَ موسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ ﴾ لما هدده فرعون بالقتل استعاذ موسى بالله ﴿ مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ ﴾ أي متعظم عن الإيمان بالله، وصفتُه أنه ﴿ لاَّ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الحساب ﴾. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon