وقال الآلوسى :
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا موسى بآياتنا ﴾
وهي معجزاته عليه السلام ﴿ وسلطان مُّبِينٍ ﴾ حجة قاهرة ظاهرة، والمراد بذلك قيل ما أريد بالآيات ونزل تغاير الوصفين منزلة تغاير الذاتين فعطف الثاني على الأول، وقيل : المراد به بعض من آياته له شأن كالعصا، وعطف عليه تفخيماً لشأنه كما عطف جبريل وميكال عليهما السلام على الملائكة.
وتعقب بأن مثله إنما يكون إذا غير الثاني بعلم أو نحوه أما مع إبهامه ففيه نظر، وحكى الطبرسي أن المراد بالآيات حجج التوحيد وبالسلطان المعجزات الدالة على نبوته عليه السلام، وقيل الآيات المعجزات والسلطان ما أوتيه عليه السلام من القوة القدسية وظهورها باعتبار ظهور آثارها من الإقدام على الدعوة من غير اكتراث.
وقرأ عيسى ﴿ سلطان ﴾ بضم اللام.
﴿ إلى فِرْعَوْنَ وهامان ﴾ وزير فرعون، وزعم اليهود أنه لم يكن لفرعون وزير يدعى هامان وإنما هامان ظالم جاء بعد فرعون بزمان مديد ودهر داهر نفى جاءهم من اختلال أمر كتبهم وتواريخ فرعون لطول العهد وكثرة المحن التي ابتلوا بها فاضمحلت منها أنفسهم وكتبهم.
﴿ وَقَشرُونَ ﴾ قيل هو الذي كان من قوم موسى عليه السلام، وقيل : هو غيره وكان مقدم جنود فرعون، وذكرهما من بين أتباع فرعون لمكانتهما في الكفر وكونهما أشهر الأتباع.
وفي ذكر قصة الإرسال إلى فرعون ومن معه وتفصيل ما جرى تسلية لرسول الله ﷺ وبيان لعاقبة من هو أشد الذين كانوا من قبل وأقر بهم زماناً ولذا خص ذلك بالذكر، ولا بعد في كون فرعون وجنوده أشد من عاد ﴿ فَقَالُواْ ساحر ﴾ أي هو يعنون موسى عليه السلام ساحر فيما أظهر من المعجزات ﴿ كَذَّابٌ ﴾ في دعواه أنه رسول من رب العالمين.