من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا ﴾
يقول الضعفاء للذين استكبروا : أنتم أضللتمونا، ويقول لهم المستكبرون : أنتم وافقتمونا باختياركم (١) ؛ فمحاجةُ بعضهم لبعضٍ تزيد في غيظ قلوبهم، فكما يُعَذَّبون بنفوسهم يعذبون بضِيقِ صدورهم وببُغْضِ بعضهم لبعض.
وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (٤٩)
وهذه أيضاً من أمارات الأجنبية، فهم يُدْخِلُونَ واسطةً بينهم وبين ربِّهم. (٢) ثم إن الله ينزع الرحمة عن قلوب الملائكة كي لا يستشفعوا لهم. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ٣ صـ ٣٠٩﴾
_
(١) لاحظ هنا كيف يحرص القشيري على إبراز عنصر الاختيار لدى الإنسان، مع معرفتنا السابقة بأنه ينادى بأن اللّه خالق كل شىء حتى أكساب العباد، وقد حاول أن يوفق بين الاتجاهين فقال : يجرى هذا من العبد فعلا ومن اللّه حكما.
(٢) من ذلك نفهم أن القشيري لا يرى بالواسطة عند الدعاء، بل ينبغى أن تدعو اللّه مباشرة.
(١) لاحظ هنا كيف يحرص القشيري على إبراز عنصر الاختيار لدى الإنسان، مع معرفتنا السابقة بأنه ينادى بأن اللّه خالق كل شىء حتى أكساب العباد، وقد حاول أن يوفق بين الاتجاهين فقال : يجرى هذا من العبد فعلا ومن اللّه حكما.
(٢) من ذلك نفهم أن القشيري لا يرى بالواسطة عند الدعاء، بل ينبغى أن تدعو اللّه مباشرة.