وقال الآلوسى :
﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا والذين ءامَنُواْ ﴾ الخ
كلام مستأنف مسوق من جهته تعالى لبيان أن ما أصاب الكفرة من العذاب المحكى من فروع حكم كلي تقتضيه الحكمة هو أن شأننا المستمر أننا ننصر رسلنا وأتباعهم ﴿ وَقَالَ إِنَّمَا اتخذتم ﴾ بالحجة والظفر والانتقام لهم من الكفرة بالاستئصال والقتل والسبي وغير ذلك من العقوبات، ولا يقدح في ذلك ما قد يتفق للكفرة من صورة الغلبة امتحاناً إذ العبرة إنما هي بالعواقب وغالب الأمر، وقد تقدم تمام الكلام في ذلك فتذكر ﴿ وَيَوْمَ يَقُومُ الاشهاد ﴾ أي ويوم القيامة عبر عنه بذلك للأشعار بكيفية النصرة وأنها تكون عند جمع الأولين والآخرين وشهادة الأشهاد للرسل بالتبليغ وعلى الكفرة بالتكذيب، فالاشهاد جمع شهيد بمعنى شاهد كإشراف جميع شريف، وقيل : جمع شاهد بناء على أن فاعلاً قد يجمع على أفعال، وبعض من لم يجوز يقول : هو جمع شهد بالسكون اسم جمع لشاهد كما قالوا في صحب بالسكون اسم جمع لصاحب، وفسر بعضهم ﴿ الاشهاد ﴾ بالجوارح وليس بذاك، وهو عليهما من الشهادة، وقيل : هو من المشاهدة بمعنى الحضور.
وفي "الحواشي الخفاجية" أن النصرة في الآخرة لا تتخلف أصلاً بخلافها في الدنيا فإن الحرب فيها سجال وإن كانت العاقبة للمتقين ولذا دخلت ﴿ فِى ﴾ على ﴿ الحياة ﴾ دون قرينه لأن الظرف المجرور بفي لا يستوعب كالمنصوب على الظرفية كما ذكره الأصوليون انتهى، وفيه بحث.
وقرأ ابن هرمز.
وإسماعيل وهي رواية عن أبي عمرو ﴿ تَقُومُ ﴾ بتاء التأنيث على معنى جماعة الأشهاد.


الصفحة التالية
Icon