﴿ وَأَوْرَثْنَا بَنِى إسرائيل الكتاب ﴾ تركنا عليهم بعد وفاته عليه السلام من ذلك التوراة فالإيراث مجاز مرسل عن الترك أو هو استعارة تبعية له، ويجوز أن يكون المعنى جعلنا بني إسرائيل آخذين الكتاب عنه عليه السلام بلا كسب فيشمل من في حياته عليه السلام كما يقال : العلماء ورثة الأنبياء، وهو وجه إلا أن اعتبار بعد الموت أوفق في الإيراث والعلاقة عليه أتم، وإرادة التوراة من الكتاب هو الظاهر، وجوز أن يكون المراد به جنس ما أنزل على أنبيائهم فيشمل التوراة والزبور والإنجيل.
﴿ هُدًى وذكرى ﴾ هداية وتذكرة أي لأجلهما أو هادياً ومذكراً فهما مصدران في موضع الحال ﴿ لأوْلِى الألباب ﴾ لذوي العقول السليمة الخالصة من شوائب الوهم، وخصوا لأنهم المنتفعون به.