وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (٥١) ﴾
أخبر الله تعالى أنه ينصر رسله والمؤمنين في الحياة الدنيا وفي الآخرة، قال بعض المفسرين : وهذا خاص فيما أظهره الله على أمته كنوح وموسى ومحمد وليس بعام، لأنا نجد من الأنبياء من قتله قومه كيحيى ولم ينصر عليهم، وقال السدي : الخبر عام على وجهه، وذلك أن نصرة الرسل واقعة ولا بد، إما في حياة الرسول المنصور كنوح وموسى، وإما فيما يأتي من الزمان بعد موته، ألا ترى إلى ما صنع الله ببني إسرائيل بعد قتلهم يحيى من تسليط بختنصر عليهم حتى انتصر ليحيى، ونصر المؤمنين داخل في نصر الرسل، وأيضاً فقد جعل الله للؤمنين الفضلاء وداً ووهبهم نصراً إذ ظلموا وحضت الشريعة على نصرهم، ومنه قوله ﷺ :" من رد عن أخيه المسلم في عرضه، كان حقاً على الله أن يرد عنه نار جهنم "، وقوله عليه السلام :" من حمى مؤمناً من منافق يغتابه، بعث الله ملكاً يحميه يوم القيامة ".
وقوله تعالى :﴿ ويوم يقوم الأشهاد ﴾ يريد يوم القيامة.
وقرأ الأعرج وأبو عمرو بخلاف " تقوم " بالتاء. وقرأ نافع وأبو جعفر وشيبة :" يقوم " بالياء. و﴿ الأشهاد ﴾ : جمع شاهد، كصاحب وأصحاب. وقالت فرقة : أشهاد : جمع شهيد، كشريف وأشراف.
و: ﴿ يوم لا ينفع ﴾ بدل من الأول. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وقتادة وعيسى وأهل مكة " لا تنفع " بالتاء من فوق. وقرأ الباقون :" لا ينفع " بالياء، وهي قراءة جعفر وطلحة وعاصم وأبي رجاء، وهذا لأن تأنيث المعذرة غير حقيقي، وأن الحائل قد وقع، والمعذرة : مصدر يقع كالعذر. و: ﴿ اللعنة ﴾ : الإبعاد. و: ﴿ سوء الدار ﴾ فيه حذف مضاف تقديره : سوء عاقبة الدار.