﴿إِن فِى صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ﴾ [ غافر : ٥٦ ].
فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (٧٧)
اعلم أنه تعالى لما تكلم من أول السورة إلى هذا الموضع في تزييف طريقة المجادلين في آيات الله، أمر في هذه الآية رسوله بأن يصبر على إيذائهم وإيحاشهم بتلك المجادلات، ثم قال :﴿إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ﴾ وعنى به ما وعد به الرسول من نصرته، ومن إنزال العذاب على أعدائه، ثم قال :﴿فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذى نَعِدُهُمْ﴾ يعني أولئك الكفار من أنواع العذاب، مثل القتل يوم بدر، فذلك هو المطلوب ﴿أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ﴾ قبل إنزال العذاب عليهم ﴿فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ﴾ يوم القيامة فننتقم منهم أشد الانتقام، ونظيره قوله تعالى :﴿فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ * أَوْ نُرِيَنَّكَ الذى وعدناهم فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ﴾ [ الزخرف : ٤١، ٤٢ ]. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٧ صـ ٧٦ ـ ٧٧﴾