جاءت تلك السنة وسنون بعدها كثيرة، ولم يظهر شيء مما قاله، لعنه الله.
وكان هذا اليهودي قد أظهر الإسلام، حتى استسلم اليهود بعض ملوك المغرب، ورجل من الأندلس.
فيذكر أنه صلى بالناس التراويح وهم على ظهر السفينة في رمضان، إذ كان يحفظ القرآن.
فلما قدم مصر، وكان ذلك في دولة العبيديين، وهم لا يتقيدون بشريعة، رجع إلى اليهودية وأخبر أنه كان مكرهاً على الإسلام، فقبل منه ذلك، وصنف لهم تصانيف، ومنها :( كتاب دلالة الحائرين )، وإنما استفاد ما استفاد من مخالطة علماء الأندلس وتودده لهم، والرياسة إلى الآن بمصر لليهود في كل من كان من ذريته.
﴿ فاستعذ بالله ﴾ : أي التجيء إليه من كيد من يحسدك.
﴿ إنه هو السميع ﴾ لما تقول ويقولون، ﴿ البصير ﴾ بما تعمل ﴿ ويعملون ﴾، فهو ناصرك عليهم وعاصمك من شرهم.
ثم نبه تعالى أنه لا ينبغي أن يجادل في آيات الله ولا يتكبر الإنسان بقوله ﴿ لخلق السموات والأرض أكبرمن خلق الناس ﴾ : أي إن المخلوقات أكبر واجل من خلق البشر، فما لأحد يجادل ويتكبر على خلقه.
وقال الزمخشري : وجادلتهم في آية الله كان مشتملة على انكار البعث وهو اصل المجادلة ومدارها، فجحدوا بخلق السموات والأرض، لأنهم كانوا مقرنين بأن الله خالقها، وبأنها خلق عظيم لا يقدر قدره، وخلق الناس بالقياس إليه شيء قليل مهين، فمن قدر على خلقها مع عظمها على خلق الإنسان مهانته أقدر، وهو أبلغ من الإستشهاد بخلق مثله انتهى.
قال ابن عطية : ويحتمل أن يكون الكلام في معنى البعث والإعادة، فأعلم تعالى أن ا الذي خلق السموات والأرض قوي قادر على خلق الناس تارة أخرى، فالخلق مصدر أضيف إلى المفعول، وقال النقاش : المعنى مما خلق الناس، إذا هم في الحقيقة لا يملكون شيئاً، فالخلق مضاف للفاعل.


الصفحة التالية
Icon