وقال أبو السعود فى الآيات السابقة :
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ﴾
إذْ قيلَ عددُ الأنبياءِ عليهم السلام مائةٌ وأربعةٌ وعشرونَ ألفاً، والمذكورُ قصصُهم أفرادٌ معدودةٌ وقيلَ أربعةُ آلافً من بني إسرائيلَ وأربعةُ آلافٍ من سائرٍ النَّاسِ. ﴿ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ ﴾ أي وما صحَّ وما استقامَ لرسولٍ منُهم ﴿ أَن يَأْتِىَ بِئَايَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ الله ﴾ فإنَّ المعجزاتِ على تشعب فنونِها عطايَا من الله تعالَى قسمها بينُهم حسبَما اقتضتْهُ مشيئتُه المبنيةُ على الحكمِ البالغةِ كسائرِ القَسْمِ ليسَ لهم اختيارٌ في إيثارِ بعضِها والاستبدادِ بإتيانِ المقترحِ منَها ﴿ فَإِذَا جَاء أَمْرُ الله ﴾ بالعذابِ في الدُّنيا والآخرةِ ﴿ قُضِىَ بالحق ﴾ بإنجاءِ المُحقِّ وإثابتِه وإهلاكِ المُبطلِ وتعذيبِه ﴿ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ﴾ أي وقتَ مجيءِ أمرِ الله، اسمُ مكانٍ استعيرَ للزمانِ ﴿ المبطلون ﴾ أي المتمسكونَ بالباطلِ على الإطلاقِ فيدخلُ فيهم المعاندونَ المقترحونَ دخولاً أولياً.


الصفحة التالية
Icon