الثالث : أن أصل المعنى فلما جاءتهم رسلهم بالبينات لم يفرحوا بما جاءهم من العلم فوضعوا موضعه فرحوا بما عندهم من الجهل ثم سمي ذلك الجهل علماً لاغتباطهم به ووضعهم إياه مكان ما ينبغي لهم من الاغتباط بما جاءهم من العلم، وفيه التهكم بفرط جهلهم والمبالغة في خلوهم من العلم، وضمير ﴿ فَرِحُواْ ﴾ و﴿ عِندَهُمُ ﴾ على هذه الأوجه للكفرة المحدث عنهم.
الرابع : أن يجعل ضمير ﴿ فَرِحُواْ ﴾ للكفرة وضمير ﴿ عِندَهُمُ ﴾ للرسل عليهم السلام، والمراد بالعلم الحق الذي جاء المرسلون به أي فرحوا بما عند الرسل من العلم فرح ضحك منه واستهزاء به، وخلاصته أنهم استهزؤا بالبينات وبما جاء به الرسل من علم الوحي، ويؤيد هذا قوله تعالى :﴿ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ ﴾.


الصفحة التالية
Icon