وقال الشيخ الصابونى :
سورة فصلت
مكية نزلت بعد غافر وآياتها أربع وخمسون آية
بين يدي السورة
هذه السورة الكريمة مكية، وهي تتناول جوانب العقيدة الإسلامية (الوحدانية، الرسالة، البعث والجزاء) وهي الأهداف الأساسية لسائر السور المكية التي تهتم بأركان الإيمان
* ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن القرآن، المنزل من عند الرحمن، بالحجج الواضحة، والبراهين الساطعة، الدالة على صدق محمد عليه الصلاة والسلام، فهو المعجزة الدائمة الخالدة للنبي الكريم.
* وتحدثت السورة عن أمر " الوحي والرسالة " فقررت حقيقة الرسول ( ﷺ ) وأنه بشر خصه الله تعالى بالوحي، وأكرمه بالنبوة، وإختاره من بين سائر الخلق ليكون داعيا إلى الله، مرشدا إلى دينه المستقيم.
* ثم انتقلت السورة للحديث عن مشهد الخلق الأول للحياة، خلق السموات والأرض، بذلك الشكل الدقيق المحكم، الذي يلفت أنظار المعرضين عن آيات الله، للنظر والتفكر والتدبر، ولكن ظلمات الكفر هي التي تحول بينهم وبين الإيمان، فالكون كله ناطق بعظمة الله، شاهد بوحدانيته جل وعلا.
* وعرضت السورة للتذكير بمصارع المكذبين، وضربت على ذلك الأمثلة بأقوى الأمم وأعتاها، قوم " عاد " الذين بلغ من جبروتهم أن يقولوا [ من أشد منا قوة ] ؟ وذكرت ما حل بهم وبثمود من الدمار الشامل، والهلاك المبين، حين تمادوا في الطغيان وكذبوا رسل الله.
* وبعد الحديث عن المجرمين يأتي الحديث عن المؤمنين المتقين، الذين استقاموا على شريعة الله ودينه، فأكرمهم الله بالأمن والأمان في دار الجنان، مع النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين.
* ثم تحدثت السورة عن الآيات الكونية المعروضة للأنظار، في هذا الكون الفسيح، الزاخر بالحكم والعجائب، وموقف الملحدين بآيات الله، المتعامين عن كل تلك الآيات الظاهرة الباهرة.