روى سفيان عن أبي سعيد عن عكرمة عن ابن عباس وابن أبي ذيب عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن عبد الله بن سلام قالا وهذا معنى قولهما ابتدأ الله جل وعز بخلق الأرضين يوم الأحد فخلق سبع أرضين في يوم الأحد ويوم الاثنين ثم (جعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقوائها) يقول أرسى الجبال وشق الأنهار وغرس الأشجار وجعل المنافع في يومين يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء (ثم استوى إلى السماء) فخلقها سبع سموات في يوم
الخميس ويوم الجمعة قال ابن عباس ولذلك سميت يوم الجمعة لأنه اجتمع فيها الخلق
قال عبد الله بن سلام قضاهن سبع سموات في آخر ساعة من يوم الجمعة ثم خلق فيها آدم على عجل وهي الساعة التي تقوم فيها القيامة قال أبو جعفر معنى (وبارك فيها) على قولهما شق أنهارها وغرس أشجارها وقيل معنى (بارك فيها) أكثر فيها من الأوقات وقيل معناه كما يقال باركت عليه أي قلت بورك فيك ٨ - قال عكرمة في قوله تعالى (وقدر فيها أوقاتها) (آية ١٠) جعل اليماني باليمن والسابري بسابور
قال أبو جعفر فالمعنى على هذا جعل فيها ما يتعايش به ويتجر فيه وقيل (أقواتها) ما يتقوت ويؤكل وقول ابن عباس وابن سلام يحتمل المعنيين والله أعلم ٩ - ثم قال جل وعز (في أربعة أيام سواء للسائلين) (آية ١٠) المعنى في تتمة أربعة أيام (سواء) أي استوت استواء وقال الفراء هو متعلق بقوله (وقدر فيها أقواتها)
سواء وقرأ الحسن (سواء) بالخفض أي في أربعة أيام مستوية تامة وبالاسناد الأول عن ابن عباس في قوله تعالى (للسائلين) قال من سألك فقال لك في كم خلق الله السموت والأرض فقل