فمعنى ألحد في آيات الله مال عن الحق فيها أي جعلها على غير معناها ٤٤ - وقوله جل وعز (أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة) (آية ٤٠) (أفمن يلقى في النار) أبو جهل بن هشام (خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة) عمار بن ياسر ثم قال (اعملوا ما شئتم) وقد بين جل وعز ذلك قال مجاهد هذا على الوعيد ٤٥ - وقوله جل وعز (إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم) (آية ٤١)
قال قتادة أي بالقرآن قال أبو جعفر وفي الخبر قولان: أحدهما أن المعنى إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم أولئك ينادون من مكان بعيد والقول الآخر: أن الخبر محذوف أي هلكوا وهذا القول الاختيار عند النحويين جميعا فيما علمت وقوله (وإنه لكتاب عزيز) أي قاهر لا يقدر أحد أن يأتي بمثله ٤٦ - وقوله جل وعز (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من
خلفه) (آية ٤٢) في معناه أقوال: أ - فمن احسنها أن المعنى لا يأتيه الشيطان من بين يديه
فينتقص منه ولا من خلفه فيزيد فيه قال مجاهد الباطل الشيطان وقال الحسن حفظ الله القرآن من الشيطان فلا يقدر أن يزيد فيه ولا ينقص منه قال الحسن (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وروى معمر عن قتادة في قوله تعالى (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) قال لا يقدر الشيطان أن يبطل منه حقا ولا يحق فيه باطلا قال أبو جعفر معنى يحق فيه باطلا يزيد فيه باطلا فيصير حقا فهذا قول ب - وقيل معنى (لا يأتيه الباطل من بين يديه) لا يبطله كتاب قبله ولا يأتي بعده كتاب فيبطله وهذا قول الفراء أي لا
يوجد فيه باطل من إحدى الجهتين ج - وقيل معنى (لا يأتيه الباطل من بين يديه) من قبل أن يتم نزوله (ولا من خلفه) من بعد تمام نزوله ويكون أيضا (من بين يديه) بعد نزوله كله (ومن خلفه) قبل تمامه د - وقيل المعنى لا يأتيه الباطل قبل أن ينزل لأن الأنبياء وقد