وقوله: ﴿وَلَاكِن ظَنَنتُمْ...﴾.
فى قراءة عبدالله مكان ﴿ولكن ظننتم﴾، ولكن زعمتم، والزعم، والظن فى المعنى واحد، وقد يختلفان.
﴿ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ الُخَاسِرِينَ ﴾
وقوله: ﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ...﴾.
"ذلكم" فى موضع رفع بالظن، وجعلت "أرداكم" فى موضع نصب، كأنك قلت: ذلكم ظنكم مُرْدِياً لكم. وقد يجوز أن تجعل الإرداءَ هو الرافع فى قول من قال: هذا عبدالله قائم [/ا] يريد: عبدالله هذا قائم، وهو مستكره، ويكون أرداكم مستأنفا لو ظهر اسما لكان رفعا مثل قوله فى لقمان: ﴿الم، تِلْكَ آياتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ، هُدًى ورحمةٌ﴾، قد قرأها حمزة كذلك، وفى قراءة عبدالله :"أََأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِى شَيْخٌ"، وفى ق: ﴿هَذَا مَا لَدَىَّ عَتيدٌ﴾ كل هذا على الاستئناف ؛ ولو نويت الوصل كان نصبا، قال: وأنشدنى بعضهم:
مَنْ يك ذا بَتٍّ فهذا بَتِّى * مُقيِّظٌ مصيِّف مُشَتِّى
* جمعته من نعجات ست *
﴿ وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ ﴾
وقوله: ﴿وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ...﴾.
من أمر الآخرة، فقالوا: لا جنة، وَلا نار، ولا بعث، ولا حساب، وما خلفهم من أمر الدنيا فزينوا لهم اللذات، وجمع الأموال، وترك النفقات فيه وجوه البر، فهذا ما خلفهم، وبذلك جاء التفسير، وقد يكون ما بين أيديهم ما هم فيه من أمر الدنيا، وما خلفهم من أمر الآخرة.
﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَاذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْاْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴾
وقوله: ﴿وَالْغَوْاْ فِيهِ...﴾.