أكثرهم عن الأخذ به والامتثال لأوامره "أَكْثَرُهُمْ" عنه لسابق سقائهم "فَهُمْ" أي قومك يا سيد الرسل "لا يَسْمَعُونَ" ٤ اليه تكبرا وأنفة مع أنه بلغتهم، وقد أنزل على رجل منهم، وعلى هذا المثل السائر (زجرته فلم يسمع) "وَقالُوا" لرسولنا الذي يدعوهم إليه "قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ" أغطية كثيفة "مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ" ولذلك لا نفقهه "وَفِي آذانِنا وَقْرٌ" ثقل وصمم ولهذا لا نسمعه "وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ" ستر كثيف غليظ مانع من الرؤية حاجز، من التواصل والتوفيق لما بين ديننا ودينك من البون الشاسع، وأرادوا بذكر هذه الموانع المختلقة إقناطه عليه السلام من إجابتهم إليه، وذلك أنه لما كان القلب محل المعرفة والسمع والبصر معينين على تحصيل المعارف قالوا له أن هذه الثلاثة محجورة عن أن يصل إليها شيء من قولك، فكيف تريد أن نعي ما تقوله لنا أو نفهمه "فَاعْمَلْ" على ما يقتضيه دينك واتركنا "إِنَّنا عامِلُونَ" ٥ على ديننا أيضا.