" فصل فى مقصود السورة الكريمة "
قال البقاعى :
سورة فصلت مكية - آياتها أربع وخمسون وتسمى حم السجدة مقصودها الإعلام بأن العلم إنما هو ما اختاره المحيط بكل شيء قدره وعلماً من علمه لعباده فشرعه، لهم، فجاءتهم به عنه رسله، وذلك العلم هو الحامل على الإيمان بالله والاستقامة على طاعته المقترن بهما - كما تقدم في الزمر في قوله ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) [ آية : ٩ ] فتكون عاقبته الكشف الكلي حين يكون سبحانه سمع العالم الذي يسمع به، ( بصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ) - إلى آخر الحديث القدسي الذي معناه أنه يوفقه سبحانه فلا يفعل إلا ما يرضيه، وعلى ذلك دل اسمها ( فصلت ) بالإشارة إلى ما في الآية المذكورة فيها هذه الكلمة من الكتاب المفصل لقوم يعلمون.
والسجدة بالإشارة إلى ما في آيتها من الطاعة له بالسجود الذي هو أقرب مقرب من الملك الديان، والتسبيح الذي هو المدخل الأول للإيمان. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٦ صـ ٥٤٧﴾


الصفحة التالية
Icon