إلى أن قال : ولو نطق الزمان لقد هجانا راجع الآيتين ٦٢/ ٥١ من سورة الزمر المارة، ومنه تعلم أن النحس والسعد والصفاء والكدر بتقدير اللّه تعالى لا علاقة للأيام والنجوم والأمكنة وغيرها بذلك، واعلموا أيها الناس إنما أرسلنا عليهم هذا العذاب بالدنيا "لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ" بسبب استكبارهم فيها فيذلوا ويحتقروا "وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى " أشد إهانة وأكثر مهانة "وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ" ١٦ منه البتة وكل ما كان من اللّه لا رافع ولا مؤخر له.
قال تعالى "وَأَمَّا ثَمُودُ" قوم صالح "فَهَدَيْناهُمْ" ودللناهم على طريق النجاة بواسطة نبيهم "فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى " اختاروا الكفر على الإيمان بطوعهم ورضاهم سوقا ورغبة ولم يلتفتوا لدعوة نبيهم عليه السلام ونبذوا نصحه وإرشاده وراء ظهورهم "فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ" داهية وقارعة الذل والمهانة "بِما كانُوا يَكْسِبُونَ" ١٧ في الدنيا من إهانة نبيهم واحتقار
معجزته وهي الناقة إذ عقروها فعقرهم اللّه "وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا" منهم مع نبيهم "وَكانُوا يَتَّقُونَ" ١٨ التعدي عليه وعلى معجزته فأنجيناهم معه جزاء خشيتهم عقاب اللّه الدنيوي وخوفهم عذابه الأخروي.
مطلب معنى الهداية وما قيل فيها وشهادة الأعضاء وكلام ذويها :


الصفحة التالية
Icon