سؤال : ما المراد بالصبغ ؟
الجواب : اختلفوا في المراد بصبغة الله على أقوال. الأول : أنه دين الله وذكروا في أنه لم سمي دين الله بصبغة الله وجوهًا. أحدها : أن بعض النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه المعمودية ويقولون : هو تطهير لهم. وإذا فعل الواحد بولده ذلك قال : الآن صار نصرانياً. فقال الله تعالى : اطلبوا صبغة الله وهي الدين، والإسلام لا صبغتهم، والسبب في إطلاق لفظ الصبغة على الدين طريقة المشاكلة كما تقول لمن يغرس الأشجار وأنت تريد أن تأمره بالكرم : اغرس كما يغرس فلان تريد رجلاً مواظباً على الكرم، ونظيره قوله تعالى :﴿إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءونَ الله يَسْتَهْزِىء بِهِمْ﴾ [البقرة : ١٤، ١٥]، ﴿يخادعون الله وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾ [النساء : ١٤٢]، ﴿وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ الله﴾ [آل عمران : ٥٤]، ﴿وَجَزَاءُ سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا﴾ [الشورى : ٤٠]، ﴿إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ﴾ [هود : ٣٨]. وثانيها : اليهود تصبغ أولادها يهودا والنصارى تصبغ أولادها نصارى بمعنى يلقونهم فيصبغونهم بذلك لما يشربون في قلوبهم، عن قتادة قال ابن الأنباري : يقال : فلان يصبغ فلاناً في الشيء، أي يدخله فيه ويلزمه إياه كما يجعل الصبغ لازماً للثواب وأنشد ثعلب :
دع الشر وأنزل بالنجاة تحرزا... إذا أنت لم يصبغك في الشر صابغ