المُطْعِمون إذا هَبّتْ بصَرْصَرةٍ...
والحامِلون إذا اسْتُودُوا على النَّاسِ
استودوا : إذا سئلوا الدية.
مجاهد : الشديدة السموم.
وروى معمر عن قتادة قال : باردة.
وقاله عطاء ؛ لأن "صَرْصَراً" مأخوذ من صرّ والصرّ في كلام العرب البرد كما قال :
لها عُذَرٌ كقُرون النِّسا...
ءِ رُكِّبْنَ في يومِ ريح وصِرْ
وقال السدي : الشديدة الصّوت.
ومنه صَرّ القلمُ والباب يصِرّ صرِيراً أي صَوَّت.
ويقال : درهم صَرِّيٌّ وصِرِّيٌّ للذي له صوت إذا نُقِد.
قال ابن السِّكيّت : صَرْصَرْ يجوز أن يكون من الصِّر وهو البرد، ويجوز أن يكون من صرِير الباب، ومن الصَّرة وهي الصيحة.
ومنه ﴿ فَأَقْبَلَتِ امرأته فِي صَرَّةٍ ﴾ [ الذاريات : ٢٩ ].
وصَرْصَرْ اسم نهر بالعراق.
﴿ في أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ ﴾ أي مشؤومات ؛ قاله مجاهد وقتادة.
كنّ آخر شوّال من يوم الأربعاء إلى يوم الأربعاء وذلك ﴿ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً ﴾ [ الحاقة : ٧ ] قال ابن عباس : ما عذب قوم إلا في يوم الأربعاء.
وقيل ؛ "نَحِسَاتٍ" باردات ؛ حكاه النقاش.
وقيل : متتابعات ؛ عن ابن عباس وعطية.
الضحاك : شِداد.
وقيل : ذات غبار ؛ حكاه ابن عيسى.
ومنه قول الراجز :
قدِ اغْتَدى قبلَ طُلوعِ الشَّمسِ...
لِلصَّيْدِ في يَوْمٍ قَليلِ النَّحْسِ
قال الضحاك وغيره : أمسك الله عنهم المطر ثلاث سنين، ودرّت الرياح عليهم في غير مطر، وخرج منهم قوم إلى مكة يستسقون بها للعباد، وكان الناس في ذلك الزمان إذا نزل بهم بلاء أو جهد طلبوا إلى الله تعالى الفرج منه، وكانت طلبتهم ذلك من الله تعالى عن بيته الحرام مكة مسلمهم وكافرهم، فيجتمع بمكة ناس كثير شتى، مختلفة أديانهم، وكلهم مُعظِّم لمكة، عارف حرمتها ومكانها من الله تعالى.