واعلم أن التكليف له ركنان أحدهما : الاعتقاد والرأس والرئيس فيه اعتقاد التوحيد، فلما أمر بذلك انتقل إلى وظيفة العمل والرأس والرئيس فيه الاستغفار، فلهذا السبب قال :﴿واستغفروه﴾ فإن قيل المقصود من الاستغفار والتوبة إزالة ما لا ينبغي وذلك مقدم على فعل ما ينبغي، فلم عكس هذا الترتيب ههنا وقدم ما ينبغي على إزالة ما لا ينبغي ؟ قلنا ليس المراد من هذا الاستغفار الاستغفار عن الكفر، بل المراد منه أن يعمل ثم يستغفر بعده لأجل الخوف من وقوع التقصير في العمل الذي أتى به كما قال ﷺ :" وإنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم والليلة سبعين مرة " ولما رغب الله تعالى في الخير والطاعة أمر بالتحذير عما لا ينبغي، فقال :﴿وَوَيْلٌ لّلْمُشْرِكِينَ * الذين لاَ يُؤْتُونَ الزكواة وَهُمْ بالآخرة هُمْ كافرون﴾ وفي هذه الآية مسائل :
المسألة الأولى :


الصفحة التالية
Icon