الصلاة والسلام : إني لست بملك وإنما أنا بشر من باب القلب عليهم لا القول بالموجب ولا من الأسلوب الحكيم في شيء كما قيل كأنه ﷺ قال : ما تمسكتم به في رد نبوتي من أني بشر هو الذي يصحح نبوتي إذ لا يحسن في الحكمة أن يرسل إليكم الملك فهذا يوجب قبولكم لا الرد والغلو في الأعراض.
وقوله :﴿ يُوحِى إِلَىَّ إِنَّمَا إلهكم ﴾ تمهيد للمقصود من البعثة بعد إثبات النبوة أولاً مفصلاً بقوله تعالى :﴿ حم ﴾ [ فصلت : ١ ] الآيات ومجملاً ثانياً بقوله :﴿ يوحى إِلَىَّ ﴾ ثم قيل :﴿ إِنَّمَا إلهكم ﴾ بياناً للمقصود فقوله ﴿ يُوحَى ﴾ إلى مسوق للتمهيد، وفيه رمز إلى إثبات النبوة، وهذا المعنى على القول بأن المراد من ﴿ فاعمل ﴾ الخ فاعمل في إبطال أمرنا إننا عاملون في إبطال أمرك ظاهر، وأما على القول الأول فوجهه أن الدين هو جملة ما يلتزمه المبعوث إليه من طاعة الباعث تعالى بواسطة تبليغ المبعوث فهو مسبب عن نبوته المسببة عن دليلها فأظهروا بذلك أنهم منقادون لما قرر لديهم آباؤهم من منافاة النبوة للبشرية وأنه دينهم فقيل لهم ما قيل، وهو على هذا الوجه أكثر طباقاً وأبلغ، وهذا حسن دقيق وما ذكر أولا أسرع تبادراً، وفي الكشف أن ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يوحى إِلَىَّ ﴾ في مقابلة إنكارهم الاعجاز والنبوة وقوله :﴿ فاستقيموا ﴾ يقابل عدم القبول وفيه رمز إلى شيء مما سمعت فتأمل، وقرأ ابن وثاب.
والأعمش ﴿ قَالَ إِنَّمَا ﴾ فعلا ماضياً، وقرأ النخعي.
والأعمش ﴿ يُوحَى ﴾ بكسر الحاء على أنه مبني للفاعل أي يوحي الله إلى أنما الهكم إله واحد.
﴿ وَوَيْلٌ لّلْمُشْرِكِينَ ﴾ من شركهم بربهم عز وجل.


الصفحة التالية
Icon