فصل


قال الفخر :
﴿ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ﴾
اعلم أنه تعالى لما أمر محمداً ﷺ في الآية الأولى أن يقول ﴿إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يوحى إِلَيَّ أَنَّمَا إلهكم إله وَاحِدٌ﴾ [ الكهف : ١١٠ ] ﴿فاستقيموا إِلَيْهِ واستغفروه﴾ [ فصلت : ٦ ] أردفه بما يدل على أنه لا يجوز إثبات الشركة بينه تعالى وبين هذه الأصنام في الإلهية والمعبودية، وذلك بأن بيّن كمال قدرته وحكمته في خلق السموات والأرض في مدة قليلة، فمن هذا صفته كيف يجوز جعل الأصنام الخسيسة شركاء له في الإلهية والمعبودية ؟ فهذا تقرير النظم، وفي الآية مسائل :
المسألة الأولى :
قرأ ابن كثير : أينكم لتكفرون بهمزة وياء بعدها خفيفة ساكنة بلا مد، وأما نافع في رواية قالون وأبو عمرو فعلى هذه الصورة، إلا أنهما يمدان، والباقون همزتين بلا مد.
المسألة الثانية :
قوله تعالى :﴿أَئِنَّكُمْ﴾ استفهام بمعنى الإنكار، وقد ذكر عنهم شيئين منكرين أحدهما : الكفر بالله.


الصفحة التالية
Icon