وقوله تعالى :﴿ ليقولن هذا لي ﴾ أي بعلمي وبما سعيت، ولا يرى أن النعم إنما هي بتفضل من الله تعالى :﴿ وما أظن الساعة قائمة ﴾ قول بيّن فيه الجحد والكفر. ثم يقول هذا الكافر، ولئن كان ثم رجوع كما تقولون، لتكونن لي حال ترضيني من غنى ومال وبنين، فتوعدهم الله تعالى بأنه سيعرفهم بأعمالهم الخبيثة مع إذاقتهم العذاب عليها، فهذا عذاب وخزي. وغلظ العذاب شدته وصعوبته. وقال الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : للكافر أمنيتان، أما في دنياه فهذه :﴿ إن لي عنده للحسنى ﴾. وأما في آخرته :﴿ فيا ليتني كنت تراباً ﴾ [ النبأ : ٤٠ ].
قال القاضي أبو محمد : والأماني على الله تعالى وترك الجد في الطاعة مذموم لكل أحد، فقد قال عليه السلام : الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon