لأن خرج زيد معناه حدث خروجه كما أن معنى ذلك فعل الحيلولة وليس ذاك من باب الاستثناء المتعقب لجمل والخلاف في متعلقه في شيء لأن ذلك في غير المفرغ فقد ذكر النحويون في باب التنازع وإن كان منفياً بالا فالحذف ليس إلا ولو كان منه لم يكن من المختلف فيه لاتحاد الجمل في المقصود وظهور قرينة الرجوع إلى الكل، والكلام على ما في شرح التأويلات متصل بأمر الساعة والبعث فإنه لا يعلم هذا كله إلا الله تعالى فذكر هذه الأمور لمناسبتها لعلم الساعة وإن الكل إيجاد بعد العدم بقدرته عز وجل فيكون كالبرهان على الحشر، وجوز أن يكون متصلاً بقوله تعالى :
﴿ وَمِنْ ءاياته الليل والنهار ﴾ [ فصلت : ٣٧ ] الخ وبقوله سبحانه :﴿ وَمِنْ ءاياته أَنَّكَ تَرَى الأرض خاشعة ﴾ [ فصلت : ٣٩ ] الخ ؛ فالمعنى من آيات ألوهيته تعالى وقدرته أن تخرج الثمرات وتحمل الحوامل وتضع حسب علمه جل وعلا، والأول أقرب.
﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِى ﴾ أي بزعمكم كما نص عليه بقوله سبحانه :﴿ أَيْنَ شُرَكَائِىَ الذين كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾ [ القصص : ٦٢ ] وفيه تهكم بهم وتفريع لهم، و﴿ يَوْمٍ ﴾ منصوب باذكر أو ظرف لمضمر مؤخر قد ترك إيذاناً بقصور البيان عنه كما في قوله تعالى :﴿ يَوْمَ يَجْمَعُ الله الرسل ﴾ [ المائدة : ١٠٩ ] وضمير ﴿ يُنَادِيهِمْ ﴾ عام في كل من عبد غير الله تعالى فيندرج فيه عبدة الأوثان.